قصة عبده: بائع السمك المتنقل في المخا
25 نوفمبر 2024
عبده هو صياد شاب يبلغ من العمر 32 عامًا من مدينة المخا، محافظة تعز، التي كانت تُعتبر في يوم من الأيام أبرز ميناء في اليمن. كريادي شاب، واجه عبده العديد من التحديات في تأمين لقمة العيش لعائلته في ظل الصراع المستمر في اليمن. متزوج ولديه أربعة أطفال، تخرج عبده من المدرسة الثانوية وشارك شقيقه في شراء قارب صيد، آملاً في دعم أسرته من خير البحر. ومع ذلك، جلب الصراع ارتفاعًا حادًا في أسعار الوقود وأدى إلى أزمة اقتصادية خانقة في البلاد، مما أجبر عبده على التخلي عن حلمه في الصيد. وفي عام 2017، تحوّل عبده إلى بيع الأسماك.
كل يوم، كان عبده يشتري الأسماك من البائعين الذين يستخدمون حاويات متنقلة في المخا، وينقلها على دراجته النارية في سلة بسيطة. كان يبيع الأسماك بكميات صغيرة، ولكن جهوده كانت تواجه صعوبات بسبب الظروف الجوية القاسية، وقلة أماكن العمل النظيفة، ونقص التمويل لتوسيع عمله. ورغم هذه التحديات، ظل روح عبده قوية ولم ينهزم.
في عام 2024، وبعد ما يقارب عقدين من الزمن منذ أن ألقى عبده شباكه لأول مرة في البحر، تلقى دعمًا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بفضل تمويل من البنك الدولي من خلال مشروع "التنمية المستدامة للمصايد في البحر الأحمر وخليج عدن" (SFISH).
تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الشريك المحلي وكالة تنمية المنشأت الصغيرة والأصغر، وقد قدّم المشروع لعبده وحدة بيع أسماك متنقلة مجهزة بالكامل—وهو دعم حيوي مكّن عبده من تحويل عمله.
وفي حديثه عن مسيرته، يؤكد عبده عزمه على الاستفادة القصوى من الدعم الذي تلقاه. فقد كرس نفسه بالكامل للمشروع، وشارك في الدورات التدريبية. "كصياد لأكثر من عقدين، تعلمت في هذه الدورات أمورًا لم أكن أعرفها عن الأسماك. كان عملنا عشوائيًا، أما الآن فهو منظم. لقد قدموا لنا معلومات لم نكن نعلمها من قبل"، كما يقول.
تعلم عبده، إلى جانب 8,382 متدربًا آخر، مهارات أساسية تشمل تقنيات الحفاظ على الأسماك بشكل صحيح، مما أدى إلى تقليل الفاقد وزيادة الأرباح بنسبة 20% حتى في موسم الركود. بعد أن حصل على وحدته المتنقلة، بدأ عمله يزدهر. أصبح عبده الآن يشتري كميات أكبر من الأسماك ووسع نشاطه، حيث وظف عاملين إضافيين. كما أصبح عربة عبده المتنقلة، التي كانت الأولى من نوعها في المخا، من أكثر الأماكن شهرة في المدينة، حيث تقدم الأسماك الطازجة والنظيفة للعملاء المتحمسين
اليوم، أصبح مشروع عبده، الذي يُسمى "عبده عنيبي للأسماك"، اسمًا معروفًا في المجتمع. وتُعد عربة الأسماك الخاصة به مشهدًا مألوفًا في السوق المركزي وأماكن أخرى حيوية، حيث تمثل الصمود والأمل. ومع ازدهار مشروعه، لا يقتصر اهتمام عبده على الأرباح فقط، بل يطمح إلى استثمار في وحدة أكبر لتوسيع نطاق عمله وضمان استدامته على المدى الطويل.
من خلال تزويد الصيادين مثل عبده بالأدوات والمعرفة التي يحتاجونها، يركز مشروع SFISH على ضمان سبل العيش المستدامة وتعزيز الحفاظ على البيئة. تلعب ممارسات الصيد المستدام دورًا حيويًا في مكافحة تغير المناخ وحماية الموارد المائية. التزام الصيادين مثل عبده بالحفاظ على مخزونات الأسماك وتطبيق الممارسات الخضراء يساهم في تحسين النظم البيئية البحرية، مما يضمن أن تتمكن الأجيال القادمة من الاستمتاع بخيرات البحر.
يسهم مشروع SFISH في تعزيز التعاون الإقليمي لإدارة المصايد المستدامة، بينما يعزز سلسلة القيمة لقطاع الصيد في اليمن. المزيد من المعلومات: التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن